ومع التطور التكنولوجي ظهرت العملات الإلكترونية الافتراضية والتي هي عبارة عن شكل رقمي للعملات يتم تطويرها عن طريق تشفير بعض البيانات، ومن هنا جاء الاختلاف بين الفقهاء، فهناك من يرى أنها تتماشي مع المفهوم الإسلامي للعملات كوسيلة للدفع والتبادل، بخلاف أنها ليست مصنوعة من الورق وتستند على التشفير الرقمي وتخزين البيانات، وهناك من يرى أن تلك العملات ليس لها وجود واقعي وبالتالي لا يمكن استخدامها في التقابض التي هي شرط صحة المعاملات المالية في الإسلام.
حكم العملات الالكترونية بالعراقوهناك من يرى بحرمانية الاستثمار في العملات الالكترونية بالاستناد إلى قول الإمام ابن تيمية بأنه حين يتم تداول الأموال بقصد الربح والاستثمار، فذلك أمر مخالف للمقاصد الثمانية للمال، ولذلك فقد حرمت الشريعة الإسلامية الفائدة، وهذا هو أيضا المنطق الذي يدفع الكثير من العلماء إلى تحريم العملات الالكترونية لكونها تنتهك مبادئ التمويل في الإسلام، فتلك العملات الافتراضية شديدة التقلب، مما يؤدي إلى كسب أرباح باهظة أو تكبد خسار فادحة لأصحابها، وبالتالي فهي عبارة عن أداة استثمارية وليست عملة.